ثلاث فوائد من سورة الطور تثبت وحدانية الله وتبطل ادعاءات من كذبوا برسالة النبي، وتكشف عن العذاب الذي ينتظر المشركين والنعيم الذي خصصه الله تعالى للمتقين من عباده الصالحين، وهي من السور المرسخة للعقيدة التي تثبت أحداث يوم القيامة وانتقام الله تعالى من كل من افترى على الرسول الكريم كذبا وادعى بأنه مجنون أو شاعر، وجاء ختام السورة مطمئنا لرسولنا الكريم ومؤكدا على تأييد الله له ولرسالة الإسلام السامية.
ثلاث فوائد من سورة الطور
سورة الطور هي السورة رقم 52 في ترتيب المصحف العثماني، تقع في الجزء السابع والعشرين وهي سورة مكية، وهناك الكثير من الفوائد لسورة الطور أهمها ما يلي:
- قسم رب الكون بخمسة أشياء في أول السورة، وهو أمر عظيم وجليل، كما ذكرت السورة بعض التغيرات الكونية التي ستقع يوم البعث.
- ذكر جزاء المتقين في جنات النعيم وتكريم المولى عز وجل لهم، حيث يلحق الله تعالى الذرية المؤمنة بآبائهم من المتقين ويرفع درجاتهم حتى تقر أعينهم برؤية نعيم الجنة.
- دعوة الله تعالى لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالاستمرار والمداومة على تبليغ رسالة الإسلام وعدم الاستسلام لكذب المشركين، فإنه ليس بمجنون أو شاعر أو كاهن، والحرص على التسبيح وذكر الله ليلا ونهارا.
فوائد أخرى لسورة الطور
سبق وأن ذكرنا ثلاث فوائد من سورة الطور وتكشف النقاط التالية عن أهم الفوائد الأخرى لسورة الطور:
- توبيخ الكافرين والمشركين وتسفيه معتقداتهم وتقبيح آرائهم وبيان ضلالهم.
- إعلان سوء تقدير الكافرين، وإبطال تعدد الآلهة.
- توعد الله للكافرين بالسوء وبطلان أحاديثهم الكاذبة بشأن سيدنا محمد.
- أيضا تكذيب قول المشركين بأن الملائكة بنات الله.
- تأكيد حقيقة يوم القيامة والأهوال التي يشهدها جميع الخلق يومها.
- تقديم مشاهد لعذاب الكافرين والجاحدين، وعرض بعض المشاهد من حياة المؤمنين المتقين في الجنة.
- تأكيد بأن المصدر الإسلامي الأول هو القرآن الكريم الذي لا باطل فيه ولا وهم وهو محفوظ إلى يوم القيامة من الله تعالى.
- أيضا تأكيد على وجود البيت المعمور وهو بيت مليء بالحجاج أقيم على سمة الكعبة المشرفة، مكانه في السماء ويدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة.
- كما أقسم المولى عز وجل في الآية الخامسة من سورة الطور بالسقف المرفوع وهي السماء الزرقاء الصافية في النهار المتلألئة في الليل، فمن بناها ومن رفعها بلا عمد غير الله وهي من آيات تفاخر الله بخلقه للسماء، وتدل على عظمة الله وقدرته على فعل كل شيء.
فوائد سورة الطور الروحانية
تبدأ سورة الطور بقسم المولى عز وجل “وَالطُّورِ” وهو قسم عظيم للأمة الإسلامية وفيه إجلال لرب العزة، حيث ترمز واو القسم التي تسبق فواتح السور إلى ضرورة التفكر فيما يسبقها، والطور هو آية دالة على عظمة الخالق وهو الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام.
أما عن الفضل الروحاني لسورة الطور فقد وردت العديد من الأسئلة عنه وعن أهمية حفظ سورة الطور من أجل تيسير الأمور، ولقد أتى رد العلماء بأن فضل قراءة سورة الطور مثله كمثل باقي سور القرآن الكريم، فإن لقراءتها أجر عظيم وانشراح للصدر وسكينة للروح.
ولكن لا يوجد بالدليل من القرآن أو السنة ما يثبت وجود فضائل روحانية معينة عند قراءة سورة الطور.
كما كشفت تجربتي مع سورة الطور أن أبرز ثلاث فوائد من سورة الطور قد جمعت بين تأييد وجزاء وعذاب، وهي من أيات عظيم خلق الله، فقد ضرب الله تعالى للمؤمنين والمسلمين أروع مثل في نصرة النبي وتأييده ضد المشركين.
كما وصفت الآيات العذاب الذي ينتظره المشركين، وعلى النقيض حال أهل الجنة الأتقياء الذين اتبعوا النبي وآمنوا به وصدقوه.
تعرف على…موضوع تعبير عن العلم وأهميته
فضل سورة الطور
كان الرسول يقرأ سورة الطور في صلاة الليل، وروي مالك عن جبير بن مطعم قال “سمعت رسول الله يقرأ في المغرب بالطور، وما سمعت أحد أحسن صوتا أو قراءة منه”.
أحاديث صحيحة عن سورة الطور
جاء في صحيح البخاري عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إني اشتكي، فقال: طوفي من وراء الناس، وأنت راكبة، فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت، يقرأ بـ “الطور وكتاب مسطور”.
ولقد ورد فيصحيح البخاري، عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، قال: سمعت النبي يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون كاد قلبي أن يطير.
مضامين سورة الطور
تناولت السورة عدة جوانب للعقيدة الإسلامية كالوحدانية والبعث والرسالة والجزاء، وتؤكد أهم ثلاث فوائد من سورة الطور على وحدانية الله وعذاب المكذبين به وجزاء المتقين، ويمكن تقسيم مضامينها إلى أربعة أقسام بالشكل التالي:
الآيات من 1 إلى 15
تبدأ بقسم الله تعالى بجبل الطور والقرآن الكريم والسماء والبحور، ثم انتقل تفسير الآيات بدءا من الآية 6 إلى وصف حال أهل النار من المكذبين والعذاب الذي ينظرهم يوم القيامة في قوله تعالى: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَٰقِعٞ (7).
ولقد وصف المولى عزل وجل بعض من أهوال يوم القيامة التي ستلحق بالجبال والسماء مرورا بتوعده للمكذبين الذين يدعون الكذب على نبي الأمة، ووصف العذاب الذي ينتظرهم في النار.
الآيات من 16 إلى 27
انتقل الحديث الإلهي إلى مصير المسلمين الأتقياء الموحدين بالله وعن أحوالهم المنتظرة يوم القيامة، والنعيم المرتقب لكل من آمن بالله وبأنه الخالق الأحد الذي خلق النار لعذاب المشركين والجنة لتخليد المتقين.
ولقد كشف الله تعالى عن حال أهل الجنة ومقاعدهم منها، والجزاء الذي ينتظرهم هم وذراياتهم، وطعامهم وشرابهم.
الآيات من 28 إلى 46
تحدث رب العباد عن الرسالة السماوية التي بعث الله تعالى بها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وبيّن عذاب من كذب برسالة محمد وادعى عليه بالبطلان والجنون، فقد كذبت الآيات مزاعم الكافرين.
الآيات من 47 إلى 49
وهي ختام السورة، وقد أمر الله تعالى سيدنا محمد بالصبر الجميل، وذكره تعالى حين يقوم والتسبيح حتى إدبار النجوم أي غياب النجوم وحلول ضوء الصباح.
الخاتمة
إن لقراءة القرآن وتدبر معانيه فضل عظيم ومنافع عديدة، ولقد سلطنا الضوء على أهم ثلاث فوائد من سورة الطور التي اختص الله بها سيدنا محمد، وبين الله من خلال الآيات عقاب المكذبين الذين افتروا على الله ورسوله بالكذب، وجنات النعيم التي يخلد فيها المتقين، بالإضافة إلى عشرات الفوائد الأخرى التي تحث المؤمنين والمسلمين على التمسك بالدين والتصدي لحملات تشويه صورة نبينا الأمين.
نزلت آية الطور بعد ما جاء في رواية أن قريشا قد اجتمعت لكي يتفكروا في مواجهة دعوة النبي للإسلام، وأن رسالة النبي تشكل خطرا كبيرا على منافعهم، ورجحوا إلى انتظار وفاة النبي، فجاءت الآيات ردا على افتراءاتهم الكاذبة.
إنها السورة السادسة والسبعون في الترتيب من حيث مراحل النزول.