يراود أذهان العديد من الطلاب تلك الأسئلة التي تشق إليهم طريقها مع قرب اختبارات اللغة العربية التأهيلية، والتي قد تباغتهم بفقرة تطالبهم لتلك الصيغة اكتب موضوع عن الصداقة ومن ثم قد يقفون مكتوفي الأيدي او لا يوجدون ما يسد رمقهم تجاه ذلك، لذا سوف نهاديهم بتلك التفاصيل عن الصداقة وأهميتها في حياتنا، والفروقات الحيوية بين الأصدقاء فكما يقولون الصاحب ساحب، فما هو الصديق الحقيقي الذي يجب أن نحظى به جميعا.
معنى الصداقة الحقيقية
تتبلور معنى الصديق أو الرفيق الحقيقي باتجاه ذاك الشخص الذي يرافقنا في كافة الأمور والمحطات الحياتية التي نمر بها، فلا نستشعر الطعم الحقيقي للحياة دون وجود صديق يكلل حياتنا، فيتجه الإنسان بشكل دائم باتجاه بناء علاقات جماعية يصوغها بمصطلح الصداقة، كونها الضلع الاول الذي يقوم اعوجاجنا فالمرء على دين خليله.
يستدفع الإنسان مزيد من الجهود المضنية ليتمتع بصداقة حقيقية تجلب له الحظ السعيد بالمؤانسة والصحبة الخيرة، تلك التي تعينه وتأخذ بيده بعيدا عن الانعزالية والتقوقع، تلك التي تنير دربه وتستكشف الضوء الذي يوجد بأخر النفق، فالأصدقاء الذين يتركون صديقهم ينعزل عنهم حال اعتراه سوء ما، فيجب عليهم أن يعيدوا النظر في مسمى الصداقة لديهم.
فالصداقة بمعناها الواسع والحقيقي أن تكون مرأة صديقك التي يرى فيها عيوبه من خلالك، فإذا أظلمت تلك المرأة العاكسة فأعلم أن تلك الضبابية ليست من شيم الأصدقاء، ليست الصداقة فضيلة تطوع ولكنها فلسفة اجتماعية تضع الجميع في خندق المسؤولية الإنسانية تجاه بعضنا البعض.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الصداقة للصف السادس
سمات الصداقة الحقيقية
لكي تؤتمر بجملة اكتب موضوع عن الصداقة فأعلم أن هناك رسالة تستهدف إفراغ المحتوى الوهمي لمعنى كلمة الصديق نحو معني حقيقي وشامل، هذا المعنى الذي يحكمه عنصر التكاتف في وجه الصعاب سويا، ولكن المعنى المثالي للشجاعة الحقيقية لا تتضمن التكاتف لحصد الأفعال الشريرة، مما يخلق لنا مزيدا من الانخراط بأمور سيئة لا ناقة لنا ولا جمل فيها.
فتظل الألفة والثبات العاطفي هي عنوان علاقة الصداقة الحقيقية، ولكن من يتغيرون في وقت ما، فمثلهم كمثل المعدن الذي يتغير لونه عندما ينصهر بالحرارة، هكذا الشدائد والصعاب تبرز مفاهيمنا الحقيقية تجاه الصداقة.
ترتبط معنى الصداقة الحقيقية بنا منذ الصغر حتى المحطة الأخيرة من حياتنا، فتتأرجح وفقا لفلسفتنا بشأن فهم معناها الحقيقي، لنجد في كل مرحلة أصدقاء جدد حتى ينتهي بنا المطاف في وجود صديق أو اثنين على الأكثر، نعم الحياة تغربل الكثيرين من حولنا ولا مفر من تقبل قراراتها وأحكامها المصيرية، فبها تتكشف الحقائق رويدا رويدا.
أنواع الأصدقاء في حياتنا
فإن أردت أن اكتب موضوع عن الصداقة فيجب أن يتخلل ذلك معرفتنا بنوعية الأصدقاء المحيطة بنا، وهذا شيئا مهما للغاية لأنه بدوره سيعكس مضامين تلك العلاقة المقدسة، نعم علاقة مقدسة فكانت الرسالة النبوية عمودها الفقري الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر:
الصديق الوفي
هو ذلك الصديق الذي يكون رأسماله في الحياه مشاعر الوفاء والنقاء، فتجده حريصا على علاقاته بأقرانه لا يغضبه تلك الحاجة الهوجاء التي قد تعصف به جراء غطرسة البعض أو سوء تعبيرهم عن مشاعرهم، يعلم هذا الصديق الوفي أن روحه فداء تلك العلاقة المتينة التي يؤسس لها دون إبرام أي تعاقدات نصية، فلا ترتبط بعمل أو بمال ولكنها صداقة محضة في معناها فقط، وهذا النوع من الأصدقاء يمثل معادلة نادرة في حقيقة الأمر، فالغثاء هم الكثر في وقتنا هذا.
الصديق الفكاهي
وهو نوع من أنواع الأصدقاء الذي يطلق عليه في مجتمعنا خفيف الظل، فهو ذلك الشخص القادر على مزج الحقائق بالهزليات، وما أكثر احتياجنا له بتلك النطاقات التي تشعرنا بالضغط النفسي على شاكلة العمل، فيتمحور دوره في جعل الوقت يمر سريعاً إزاء صيحات الضحك التي تعلو في حضوره.
وهذا النوع من الاصدقاء نبحث عنه جميعا كونه طيب القلب لا يماري ولا يداهن من أجل الانتصار لذاته، لأن قضيته الوحيدة هي القضايا الاجتماعية حيث يشعر بالسعادة التي تمنحه وقود الفكاهة.
الصديق المشاكس
هو نوع ثالث من الأصدقاء الذي يتسم بفرط ذكائه ودهائه ، لديه العديد من المواهب التي يستغلها في افتعال المقالب الكوميدية التي نقع في فخاخها، فهو شديد الدبلوماسية في الدفاع عن أقرانه، لديه شوادر ذهنية بعض الشيء مما يبرز طموحها المتنامي، ولكن تبقى مشكلته الوحيدة ما يمتلئ به من هواجس العتاب التي تجعله لا ينخرط بالكوميديا الساخرة التي يتبناها أصدقاؤه أحيانا.
صديق المنفعة
فهو نوع في جيد من الأصدقاء الذي لا يحظى بمكانة عاطفية بين أصدقائه، كونه شخص وصولي يتصف بالبرجماتية فأينما تكون مصلحته فهو مذهبه، ومن ثم لا تجده شائكا في اهتمامات أصدقائه بقدر إرضاء طموحه المعنوي والمادي،
فبعد أن تتم صفقته أو منفعته يتلون لآخرين من أجل تعدد مكاسبه، فهذا النوع يجب التخلص منه وعدم إفساح المجال لتواجده بدوائر الصداقة اللصيقة، لأنه سيجعل لبنتها هشة.
صديق السوء
هو أسوأ أنواع الأصدقاء فمثله كمثل نافخ الكير لا يصاب أصدقائه سوى بالأذى، سواء بحرق قمصانهم أو بالروائح الكريهة، فهو شخص غير حريص على منفعة من حوله بل يسعى لإضرارهم، فيقلل من حجم إنجازاتهم من أجل استبقاء حظوظ الفشل لمن يصادقونه من الناس، فهو ذات قلب قاسي لا يعترف بالفضل ولا ينسبه لأصحابه، متعجرف دائما فاشيا لأسرار من حوله.
اطلع على: موضوع تعبير عن القراءة
فوائد الصداقة في حياتنا
تعد الصداقة هي المفتاح الحقيقي للحياة كونها تلك البوصلة التي تسير بالركب نحو بر الأمان، فأنا اكتب موضوع عن الصداقة من أجل جني ثمار حقيقية من وراء تلك العلاقة الفاضلة، والتي تتمثل بتلك العناوين والنقاط التي يجب أن تلامس قلوبنا وهي:
- نحتاج للصداقة الحقيقية كونها تمدنا بالطاقة الايجابية التي تبرز لنا أخطائنا بلطف وبروية، فهي الوجه الصادق للنصيحة الرشيدة.
- تفيدنا الصداقة في جعل حياتنا ذات قيمة ثمينة بواسطة صناعة مسؤولية جادة من النصح والإرشاد للمحيط الذي نعيشه، فهي تختبر طاقتنا التوعوية وفقا لقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- نستشعر مشاركة اصدقائنا لكل ما نمر به من أفراح واطراح، فهي تقوي القلب من الفواجع مما تجعلها تشق طريقها نحو الصبر الجميل.
- نحس بوجود مرجعية من النصح الناضج الذي يراعي متطلباتنا النفسية، مما يدعم من وجود سندً في الحياة يتمكن الأصدقاء من اللجوء إليه حال وجود اي مكروه.
- تعلمنا الوفاء والمثل بالحث على المشاركة الجمعية في كافة الأنشطة الجادة والهزلية، مما تساعد على دعم روح الفريق في العمل والحياة العامة كذلك.
- تحولنا من أشخاص سيئون إلى اشخاص صالحين، من خلال تناقل خبرات الحياة واكتساب مزيد من الخبرات الايجابية في ذلك المعترك الحياتي.
- نمارس صلاحيات بناء لمسارات أخلاقية مميزة لا تحيد عن جادة الطريق الصحيح، مما تصطنع نماذج وقدوات مجتمعية نلمس دبيبها فى أنفسنا.
